شات المناهرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شات المناهرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الأبـــاء والقيـــامـــــــــــــــه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 الأبـــاء والقيـــامـــــــــــــــه  Empty
مُساهمةموضوع: الأبـــاء والقيـــامـــــــــــــــه     الأبـــاء والقيـــامـــــــــــــــه  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 27, 2011 12:27 pm

1- القديس أثناسيوس الرسولي

مفهوم الكنيسة الأولى حول القيامة والفصح



الكنيسة الأولي رغم اهتمامها الشديد بعيد القيامة المجيد وغيرتها المتقدة نحو تذكير أولادها بقوة قيامة الرب وبركاتها إذ جعلت بحسب إرشاد روح الله القدوس يوم الأحد يوماً مقدساً للرب تذكاراً لقيامته واهتمت بالاحتفال السنوي ليوم قيامة الرب إلا أننا متى فحصنا كتاباتها ورسائلها نجد أن العبارة السائدة في ذلك الحين هي "عيد الفصح " أكثر من "عيد القيامة".

+ وهذا لن يكون جزافاً أو من قبيل المصادفة لكنه يحمل معنى هاماً في ذهن الكنيسة.





تعليق الأذهان بالذبيحة والفداء



+ قيامة الرب ابتهجت نفوس التلاميذ والكنيسة كلها وستبقي موضوع فرحها وتسبيحها لكن هذا الفرح وتلك البهجة بالقيامة لن تنزع صورة الصليب بل تؤكدها وتثبتها عبر الأجيال وإلي الأبد.

+ ولعل هذا ما دعي الكنيسة أن تطلق على عيد القيامة "عيد الفصح " إذ تريد أن لا تنتزع صورة الذبح التي للحمل الحقيقي عن أذهان أولادها.

+ لهذا لا عجب إن رأينا الكنيسة في فجر عيد القيامة في فجر عيد القيامة أو قل عيد الفصح تقيم القداس الإلهي ليأكل أولادها من جسد الرب المذبوح ويشربون دمه المسفوك.. ففي عيد القيامة تمتعهم ببركات الصليب وتذوقهم من الحمل الحقيقي.. لأن القيامة أكدت الذبيحة وكشفت عملها لنا نحن البشريون.

+هو عيد المصلوب وليس أخر.

+ هو عيد الفصح المذبوح الذي لا يزال دمه يطهرنا من كل خطية!

+ لذا أينما تحدث الكتاب عن القيامة ربطها بالصليب وعندما نعيد بالقيامة إنما نعيش في أحضان المصلوب ونشرب من جراحاته المحيية.

+ أعزائي... إن الرب هو الذي سبق فأعد لنا أولاً هذا العيد وهو الذي يتعطف بنا ويتحنن علينا بأن نعيد به عاماً بعد عام فقد أرسل ابنه للصليب من أجلنا ووهبنا بهذا السبب العيد المقدس الذي يحمل في طياته كل عام شهادة بذلك إذ يتم العيد كل عام في نفي الوقت (بنفس المناسبة) .

+ وهذا أيضاً ينقلنا من الصليب الذي قدم للعالم إلي ذاك الذي هو موضوع أمامنا إذ منه ينشئ لنا الله فرحاً بالخلاص المجيد ويحصرنا إلي نفس الاجتماع ويوحدنا في كل مكان بالروح راسماً لنا صلوات عامة ونعمة عامة تحل علينا من العيد.

+ أخوتي.. إننا ننتقل هكذا من أعياد إلي أعياد ونصير من صلوات إلي صلوات ونتقدم من أصوام إلي أصوام ونربط أياماً مقدسة بأيام مقدسة.

+ لقد جاء مرة أخري الوقت الذي يجلبنا إلي بداية جديدة تعلن عن الفصح المبارك الذي فيه قدم الرب ذبيحة إننا نأكله بكونه طعام الحياة ونتعطش إليه مبتهجة نفوسنا به كل الأزمان كأنه يفيض بدمه الثمين.

+ إننا نشتاق إليه على الدوام شوقاً عظيماً وقد نطق مخلصنا بهذه الكلمات في حنو محبته موجهاً حديثاً إلي العطشى إذ يريد أن يروي كل عطشان إليه قائلاً "إن عطش أحد فليأت إلي ليشرب "يو27:7 " ولا يقف الأمر عند هذا الحد أنه إذا جاءه أحد يروي عطشه فحسب بل عندما يطلب إنسان يعطيه المخلص بفيض زائد مجاناً لأن نعمة الوليمة لا يحدها زمن معين ولا تنقض عظمة بهائها بل هي دائماً قريبة تضيء أذهان المشتاقين إليها برغبة صادقة لأن في هذه الوليمة فضيلة دائمة يتمتع بها ذوي العقول المستنيرة المتأملين في الكتاب المقدس نهاراً وليلاً مثل الرجل الذي وهب نعمه كما جاء في المزامير "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة المنافقين وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس لكن في ناموس الرب يلهج نهاراً وليلاً "مز2، 1:1 " لأن مثل هذا لا تضئ له الشمس أو القمر أو مجموعة الكواكب الأخرى بل يتلألأ ببهاء الله الذي فوق الكل.



كيف نُعَيِّد بعيد القيامة المجيد


+ وإذ نحن نذكر هذه الأيام ليتنا لا ننشغل باللحوم بل بتمجيد الله... يلزمنا ألا نعيش بعد لأنفسنا بل نعيش كعبيد للرب.

+ وليس باطلاً تقبل النعمة لأن الوقت مقبول "2كو2، 1:6 "ويوم خلاصنا قد تبلج بموت مخلصنا

+ فمن أجلنا نزل الكلمة وإذ هو خال حمل جسداً قابلاً للموت وذلك من أجل خلاصنا..

+ لقد ذبح ربنا لكي يبطل الموت بدمه! وفي موضع معين وبخ الرب بحق أولئك الذين اشتركوا في سفك دمه بغير سبب دون أن يستنيروا "بالكلمة".. (قائلاً على فم النبي) ما الفائدة من دمى إذ نزلت "الحفرة"؟! هذا لا يعني أن نزول الرب إلي الجحيم كان بلا نفع إذ إنتفع العالم كله منه لكن تعني إنه بعدما تحمل الرب هذا كله لا زال بعض ألأشرار يرفضون الانتفاع من نزوله إلي الجحيم فيخسرون "ويدانون" فهو ينظر إلي خلاصنا كاستنارة وربح عظيم ويتطلع إلي هلاكنا كخسارة.

+ ليتنا لا نعيد العيد بطريقة أرضية بل كمن يحفظ عيداً في السماء مع الملائكة.

+ لنمجد الله بحياة العفة والبر والفضائل الأخرى!

+ لنفرح لا في أنفسنا بل في الرب فنكون مع القديسين!

+ لنسهر مع داود الذي قام سبع مرات وفي نصف الليل كان يقدم الشكر من أجل أحكام الله العادلة!

+ لنبكر كقول المرتل "يا رب بالغداة تسمع صوتي بالغداة أقف أمامك وتراني! "مز3:5 "لنصم مثل دانيال!

+ لنصلي بلا انقطاع كأمر بولس فكلنا يعرف موعد الصلاة خاصة المتزوجين زواجاً مكرماً!

+ فإذ نحمل شهادة بهذه الأمور حافظين العيد بهذه الكيفية نستطيع أن ندخل إلي فرح المسيح في ملكوت السموات..! وكان أن إسرائيل "في القديم " عندما صعد إلي أورشليم تنقي في البرية متدرباً على نسيان العادات "الوثنية " المصرية هكذا فإن الكلمة وضع لنا هذا الصوم المقدس الذي للأربعين يوماً فنتنقي ونتحرر من الدنس حتى عندما نرحل من هنا يمكننا بكوننا قد حرصنا على الصوم "هكذا " أن نصعد إلي جمال الرب العالي ونتعشى معه ونكون شركاء في الفرح السماوي.

+ فإنه لا يمكنك أن تصعد إلي أورشليم "السماء " وتأكل الفصح دون أن تحفظ صوم الأربعين.
+ لنقدم لله كل فضيلة وقداسة صحيحة هي فيه ولنحفظ العيد الذي له في تقوي بهذه الأمور التي قدسها لأجلنا. . لنعمل في الأعياد المقدسة.. مستخدمين نفس الوسائل التي تقودنا إلي الطرق نحو الله.

+ ولكن ليتنا لا نكون مثل الوثنيين أو اليهود الجهلاء أو الهراطقة أو المنشقين (أمثال الأريوسيين)...

+ فالوثنيين يظنون العيد يظهر بكثرة الأكل؟

+ واليهود إذ يعيشون في الحرف والظلال يحسبون هكذا.

+ والمنشقون يعيدون في أماكن متفرقة بتصورات باطله.

+ أما نحن يا أخوتي فلنسمو على الوثنيين حافظين العيد بإخلاص روحي وطهارة جسدية ولنسمو على اليهود فلا نعيد خلال حرف وظلال بل بكوننا قد تلألأنا مستنيرين بنور الحق ناظرين إلي شمس البر "ملا2:4: ولنسمو على المنشقين فلا نمزق ثوب المسيح بل لنأكل في بيت واحد هو الكنيسة الجامعة فصح الرب الذي بحسب وصاياه المقدسة يقودنا إلي الفضيلة موصياً بنقاوة هذا العيد لأن الفصح حقاً خال من الشر يقودنا للتدرب على الفضيلة والانتقال من الموت غلي الحياة.

+ هذا ما يعلم به بالرمز الذي جاء في العهد القديم لأنهم تعبوا كثيراً للعبور من مصر إلي أورشليم أما الآن فنحن نخرج من الموت إلي الحياة. هم عبروا من فرعون إلي موسى أما نحن فإننا نقوم من الشيطان لنكون مع المخلص. وكما أنه في مثل ذلك الوقت يحملون شهادة سنوية عن رمز الخلاص هكذا فإننا نحن نصنع ذكري خلاصنا. نحن نصوم متأملين في الموت لكي نكون قادرين على الحياة.

+ ونحن نسهر ليس كحزانى بل منتظرين الرب متى جاء من العرس حتى نعيش مع بعضنا البعض في نصرة مسرعين في إعلان النصرة على الموت.



مَنْ الذي يُعَيِّد بعيد القيامة؟



+ قلنا أن عيدنا هو الرب ذاته لأنه هو فصحنا الذي ذبح لأجلنا لذلك ليس كل إنسان مسيحي يعيد بل الذي يريد بحق أن يكون في شركة مع الرب وعشرة دائمة معه. العيد دعوه للجميع يحتفل به الخطاة الذين يتوبون ويتلاقون مع مخلصهم وفاديهم فيجدون في يسوع "عيدهم غفراناً لخطاياهم وتبريراً أمام الله وقيامة لنفوسهم وبهجة لقلوبهم التي كسرتها الخطية! ويحتفل به الذين تقدسوا وسبق أن تذوقوا الشركة معه فيرونه جديداً في كل عيد بل وفي كل يوم كلما تلاقي الإنسان التائب المجاهد مع فاديه نظر فيه جمالاً أبرع مما كان يري قبلاً... كأنه لأول مرة يلتقي معه مع أن الفادى لم يتغير ولن يتغير قط... والحق أن الخليقة كلها حتى السمائيين يرون في يسوع عيداً لآن لهم فيه بهجة عجيبة.. يلهجون بحبه لهم وللبشر ويقفون في دهش عظيم أمام حبة الباذل! أما الأشرار المصرون على شرهم فيرون في العيد إنعتاق من الصوم والعبادة... حتى إن أرادوا التسبيح لا يقدرون لأن فم الشرير يخرج من كنز قلبه الشرور لا الصلاح... وهكذا وإن أقحموا أنفسهم في الكنيسة وبين صفوف المؤمنين وأخذوا مظهر الاحتفال بالعيد... إلا أنهم بالحق إن لم يتوبوا يبقون بلا عيد ما داموا لم يتلامسوا مع يسوع "العيد الحقيقي "ولا يريدون اللقاء معه..

+ الحقيقة كلها تحفظ عيداً يا أخوتي وكل نسمه تسبح الرب كقول المرتل "مز6:150 "وذلك بسبب هلاك الأعداء "الشياطين " وخلاصنا". . بالحق إن كان في توبة الخاطئ يكون فرح في السماء "لو7:15 " فكيف لا يكون فرح بسبب أبطال الخطية وإقامة الأموات؟! آه. ياله من عيد وفرح في السماء!..!

+ حقاً كيف تفرح كل الطغمات السمائية وتبتهج إذ يفرحون ويسهرون في اجتماعاتنا ويأتون إلينا فيكونون معنا دائماً خاصة في أيام عيد القيامة!! إنهم يتطلعون إلي الخطاة وهم يتوبون، وإلي الذين يحولون وجوهم "عن الخطية "ويتغيرون وإلي الذين كانوا غرقي في الشهوات والترف والآن منسحقون بالأصوام والعفة. وأخيراً يتطلعون ألي العدو "الشيطان "وهو مطروح ضعيفاً بلا حياة مربوط اليدين والأقدام فنسخر عليه قائلين: أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتك يا هاوية؟! "1كو55:15.



القيامة وحياة الفرح




أرجو إن شاء الرب وعشنا أن نترك الحديث عن الفرح في الجزء الخاص به "الحب التعبدي" لكنني أكتفي هنا بالقول أنه بالقيامة تبدد حزن التلاميذ وانطلقت نفوسهم بالفرح الداخلي. فرحهم بالقيامة فرح سري داخلي تتمتع به النفس وتشبع منه دون أن تستطيع أن تعبر عنه بكلمات أو تصرفات معينة. فرحوا رغم علمهم ما سينالونه بعد ذلك من ضيق وألم في الكرازة والتبشير... فرحوا وتهللت نفوسهم رغم توقعهم اضطهاد اليهود الأشرار لهم... لكن إذ قام الرب من الموت أقام نفوسهم فلم تعد تخاف الموت أو الضيق أو الحزن أو شيئاً ما من هذا العالم. لهذا لا عجب إن رأينا رسائل القديس أثناسيوس الرسولى كثيراً ما تبدأ بالحديث عن ضرورة الفرح ببهجة القيامة رغم بعده عن شعبه وعدم احتفاله معهم.

+ إخوتي... هل جاء عيد الفصح وحل السرور إذ أتي بنا الرب إلي هذا العيد مرة أخري لكي إذ نغتذي روحياً كما هي العادة نستطيع أن نحفظ العيد كما ينبغي؟!

إذاً فلنعيد به فرحين فرحاً سماوياً مع القديسين الذين نادوا قبلاً بمثل هذا العيد وكانوا قدوة لنا في الاهتداء بالمسيح لأن هؤلاء ليس فقط اؤتمنوا على الكرازة بالإنجيل فحسب وإنما متى فحصنا الأمر نجدهم كما هو مكتوب أن قوته كانت ظاهرة فيهم لذلك كتب الرسول "كونوا متمثلين بي "1كو16:4.

+ ليتنا لا نكون سامعين فقط بل وعاملين بوصايا مخلصنا فإن هذا ما يليق بنا في كل الأوقات وبالأخص في أيام العيد إننا بإقتدائنا بسلوك القديسين يمكننا أن ندخل معهم إلي فرح ربنا الذي في السموات هذا الفرح غير زائل بل باق بالحقيقة. هذا الفرح يحرم فاعلوا الشر أنفسهم منه بأنفسهم ويتبقى لهم الحزن والغم والتنهدات مع العذبات.. والآن فإن أولئك الذين لا يحفظون العيد.. هؤلاء مقدمون على أيام حزن لا سعادة لأنه "لا سلام قال الرب للأشرار "أش22:48.

+ وكما تقول الحكمة بأن السعادة والفرح منتزعان عن فمهم هكذا تكون أفراح الأشرار أما عبيد الرب الحكماء فقد لبسوا بحق الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله "أف12:4. وهكذا يحفظون العيد حسناً حتى ينظر إليهم غير المؤمنين ويقولون "إن الله بالحقيقة فيكم "1كو25:14...
2- القديس أغسطينوس


عمل صوت المسيح وقيامته فينا


لقد وهبنا ربنا موته المفرد (أي موت جسده دون أن تموت نفسه، لأن لاهوته لم يفارق جسده ولا نفسه إنما فارقت النفس الجسد فصار الجسد ميتاً) هذا حدث مقابل موتنا المزدوج حتى يهبنا قيامة مزدوجة...

(أ) بسر

(ب) ومثال، لقيامته الواحدة.

+ فالرب لم يخطئ قط ولا كان شريراً أي لم يمت بالروح حتى يحتاج إلي تجديد الإنسان الداخلي مستدعياً حياة البر بالتوبة إنما إذ ألتحف بجسد قابل للموت فإنه مات بالجسد وحده (دون أن يموت موتاً روحياً) وبه أيضاً قام وبقيامته المنفردة وهبنا قيامتنا المزدوجة (أي قيامة نفوسنا من موتها وقيامة أجسادنا من موتها إذ بقيامته:

(أ) صنع فيها سراً بخصوص إنساننا الداخلي .

(ب) صنع بها مثالاً بخصوص إنساننا الخارجي. ملحوظة:

يتحدث القديس أغسطينوس عن قيامة المسيح المنفردة لأن جسده الميت قام أما نفسه فلم تمت قط لأنه ليس فيه شر لذلك لم تكن محتاجة إلي مصالحة أو قيامة إنما ما حدث في القيامة هو أن نفسه الحية عادت إلي جسده الذي مات بانفصال النفس عنه وصارت له قيامه مفردة أما نحن فنحتاج إلي قيامة للنفس الميتة وقيامة الجسد.





موت المسيح وقيامته وعلاقتهما السرية بإنساننا الداخلي


1- فمن جهة موته كان فيه سراً بخصوص إنساننا الداخلي... لقد كنا أمواتاً بالنفس حتى قيل لا في المزمور فحسب بل وعلى الصليب (نيابة عنا) إلهي إلهي لماذا تركتني) مز1:22". "مت46:27".

هذه الكلمات التي تتفق مع قول الرسول (عالمين أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد للخطية) "رو6:6".

وصلب الإنسان العتيق يعني آلام التوبة والاختصار الذي لضبط النفس...

وهكذا ينهدم جسد الخطية على الصليب فلا نعود بعد نستخدم أعضاءنا آلات إثم للخطية.

فإن كان الإنسان الداخلي يتجدد يوماً فيوم (2كو16:4) إلا أنه كان بلا شك عتيقاً قبل أن يتجدد! هذا هو ما حدث في الداخل إذ كما يقول الرسول (أن تخلعوا الإنسان العتيق... وتلبسوا الإنسان الجديد "أف24، 22:4".. . ثم عاد ليشرح قوله هذا مردفاً (لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبة "أف25:5".

2- أما عن قيامة جسد الرب. فهي أيضاً تخص "سرياً " قيامة إنساننا الداخلي إذ يقول للمرأة بعد قيامته (لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلي أبي) "يو17:20 " (أي أنه لا يريد التلامس الجسدي الخارجي إنما يطلب تلامساً روحياً داخلياً مع إنساننا بطريقة جسدية.

هذا السر يتفق مع كلمات الرسول القائل (فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق "كو2، 1:3".




أن موت المسيح وقيامته مثالاً لإنساننا الخارجي




1 مرة أخري فإن موت جسد الرب يحوي مثالاً لموت إنساننا الخارجي باحتماله الكثير ما أعلنه السيد لتلاميذه أن يحتملوه بغير خوف ممن يقتلون الجسد دون أن يكون لهم القدرة على قتل النفس "مت28:10".

لهذا يقول الرسول (أكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي) كو24:1".

2- وقيامة جسد الرب تحوي مثالاً لقيامة إنساننا الخارجي إذ يقول لتلاميذه (جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي) " لو39:24".

وإذ لمس واحد من تلاميذه آثار جروحه أعلن قائلاً (ربي وإلهي! ) "يو28:20".

لقد كانت سلامة جسده ظاهرة وهذا يظهر من قوله لتلاميذه (ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك) "لو18:21".

كيف نفسر هذا؟! إنه قال (لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلي أبي) ومع ذلك سمح لتلاميذه قبل صعوده أن يلمسوه فعلاً؟..!

أنه يرفض اللمس أعلن عن سر قيامة الإنسان الداخلي بالنسبة لنا وبقبوله اللمس أظهر مثالاً لقيامة إنساننا الخارجي...

فما حدث مع الرب كان مثالاً لما تكون عليه أجسادنا في القيامة المقبلة إذ يقول الرسول (المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه "1كو23:15.

ويقول في موضع أخر (الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده "في21:3". . إذاً لقد قدم مخلصنا موته المفرد لأجل خلاصنا من موتنا المزدوج. وقدم مخلصنا قيامته المفردة لأجل قيامتنا المزدوجة.

هذا ما صنعه علاجاً مناسباً، من جانب سري يخص إنساننا الداخلي، وكمثال يخص إنساننا الخارجي.




القيامة في حياة التلاميذ



+ لقد ظهر الرب لتلاميذه بعد قيامته وحيّاهم قائلاً:

السلام لكم (لو36:24) .

هذا هو السلام الحقيقي وتحية الخلاص.

إذ التحية تأخذ اسمها من الخلاص،

وأي شيء أفضل من أن الخلاص ذاته (المسيح) يحي البشرية.

المسيح هو خلاصنا..

من اجلنا جرح وسمر بالمسامير على الخشبة وأنزل من على الصليب ووضع في القبر لكنه قد قام من الأموات...




لماذا بقى زماناً بعد القيامة؟ | تثبيت إيمان التلاميذ



جمع يسوع تلاميذه حوله وتلمذهم تحت يديه عاشوا معه يرون بأعينهم ويسمعون بآذانهم ويلمسون بأيديهم...

يرون فيه ابن الله الوحيد خالق الأعين للعمى من بطون أمهاتهم يرونه صاحب سلطان شخصي على الطبيعة وعلى الملائكة..... الخ. ويتلمسون حبه وحنانه العجيب.

يرون اموراً مدهشة تؤكد وتؤكد بدون ادني شك من هو؟ وما هي رسالته؟ وما هو طريقه؟ إنه ابن الخالق جاء ليفدي الخطاة سالكاً طريق الصليب . لكنهم كبشر كثيراً ما كانوا يضعفون في إيمانهم من جهته... بسبب ضعفهم هم:

+ فبعدما رأوه يأمر الحمي فتخرج من حماة سمعان للحال (مت14:Cool تجدهم يخافون من الهلاك بينما يسوع نائم في وسطهم لهذا وبخهم قائلاً (ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان) "مت26:8".


ومرة أخري عندما رأوه ماشياً على البحر في وسط اضطراب الأمواج خافوا منه إذ حسبوه خيالاً.

ومرة أخري خافوا على يسوع وعلى نفوسهم قائلين يا معلم الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب أيضاً إلي هناك) "يو8:11".

وفيلبس يقول له (أرنا الأب وكفانا) يو8:14".

وبطرس يقف في طريق الصليب قائلاً له (حشاك) .

والتلاميذ تراءى لهم كلام المريمات عن قيامة الرب من بين الأموات (كالهذيان) ولم يصدقوهن "لو24:11". وتوما يشك في شخص الرب القائم.

وتلميذا عمواس في حديثهما مع الرب القائم يقولان له ونحن كنا نرجو انه هو المزمع أن يفدي ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك بل بعض النسوة منا خبرتنا إذ كنا باكراً عند القبر ولما لم يجدن جسده أتين قائلات إنهن رأين منظر ملائكة قالوا أنه حي) لو24:21-23".

ففي وجوده معهم بالجسد رغم كل أعماله العظيمة التي صنعت قدامهم لكنهم كانوا سرعان ما يخورون ويضعفون في إيمانهم به...

لهذا فإن الرب في محبته قبل أن يبقي معهم أربعين يوماً يتردد عليهم وليس كما كان سابقاً في ملازمتهم بالجسد وهو في هذا يريد أن يجعل تعلقهم به تعلقاً إيمانياً حتى وإن لم يروه بالجسد يلزمهم أن يؤمنوا به كإله متأنس...

وحتى في نهاية الأربعين يوماً قبيل صعوده (وبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم "مز16:14". وإذا ارتفع صعد لكنه بلاهوته لم يفارقهم قط.

وإذا ارتفع وبخهم على عدم إيمانهم وأرسل لهم الروح القدس الذي يحل فيهم فيذكرهم بكل ما قاله لهم ويكشف لهم الطريق ويعزيهم ويجذبهم ويعمل فيهم في حياتهم وفي الكرازة والشهادة للرب المصلوب القائم من بين الأموات.

هذا أيضاً ما ذكره القديس أغسطينوس في احدي عظاته عن عيد الصعود إذ جاء فيها:-

غنية هي الأسرار المقدسة المخزنة في الكتاب المقدس سواء تلك التي لا نزال نبحث عنها أو التي كشفها الرب لضعفنا وإن كان الزمن لا يكفي لأن نكشف لكم كل شيء...

وإذ لا يمكننا أن نخدع أولئك الذين جاءوا إلي هنا جائعين لهذا فإننا لا نترك سر هذا اليوم (عيد الصعود) أن يعبر ونحن صامتون إذ أن ربنا يسوع المسيح الذي قام بالجسد من الأموات قد صعد به إلي السموات.

(لقد تحدث السيد المسيح مع تلاميذه بعد قيامته ليثبتهم في إيمانهم وصعد إلي السموات حتى ينفصل عنهم بالجسد)

وبسبب عادل بسبب ضعف تلاميذه لكي يقويهم قد عين أن يبقي معهم أربعين يوماً كاملة بعد قيامته يدخل إليهم ويخرج من عندهم يأكل معهم ويشرب كما يقول الكتاب مؤكداً أنه الآن بعد القيامة قد أعيد إليهم بعدما أخذ منهم بالصليب هذا بالرغم من أنه لم يكن يرد أن يستمر باقياً معهم قدام أعينهم بالجسد ولا أن يلتصقوا به بعد خلال عواطف طبيعية (بشرية) .

لأنه بنفس مشاعر المودة التي جعلت بطرس يخاف لئلا يتألم الرب هي نفسها التي جعلتهم يريدونه أن يكون حاضراً معهم بالجسد.

لقد اعتادوا أن يروه معهم سيدهم ومعزيهم ومطيباً لخاطرهم وحاميهم إنساناً مثلهم وإذ لم يعودوا يرونه هكذا بدئوا يؤمنون به رغم غيابة عنهم جسدياً.

لقد اهتم بهم كتعبيره مثلما تهتم الدجاجة بفراخها لأن الدجاجة أيضاً بسبب ضعف فراخها تصير هي أيضاً ضعيفة.

لأن إن إسترجعتم ذاكرتكم (ترون طيوراً كثيرة لها فراخاً لكننا لا نري طيراً يضعف مع فراخه إلا الدجاجة.

ولهذا السبب فإن الرب استخدم هذا التشبيه لأنه بسبب ضعفنا هو أيضاً أخذ ضعفنا إذ أخذ جسدنا. وأما الآن فإنه يلزمهم (التلاميذ) أن تتقوي أذهانهم وترتفع فيفكروا في السيد المسيح بمفاهيم روحية بكونه كلمة الأب إله من إله الذي به كل الأشياء خلقت...

ففي الأربعين يوماً أظهر لهم نفسه مثبتاً إياهم في الإيمان خلال المناقشات التي حدثت معهم ولكنه كان يظهر لهم أكثر فأكثر لكي ينسحب عن أعينهم حتى يفكروا فيه أنه هو الله وإن ذاك الذي يحدثهم على الأرض كأخ سيعينهم وهو في السماء إذ هو أيضاً ربهم.

هذا ما وضحه الإنجيلي يوحنا.

ليلاحظ كل واحد وليتأمل. فإن الرب قال (لا تضطرب قلوبكم لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلي الأب لأن أبي أعظم منى (يو28، 27:14) . وفي موضع أخر يقول (أنا والأب واحد) "يو30:10".

ولم يعلن هذه المساواة للأب خلسة بل بالطبيعة إذ علم بهذا أحد تلاميذه الذي قال له (يا سيد أرنا الأب وكفانا) "يو8:14". فأجابه (أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأي الأب ألست تؤمن إني أنا في الأب والأب في) .

ماذا يعني (الذي رآني) إلا (الذي يفهمني ويراني بالعين الروحية) ؟! فإنها مثل الأذان الداخلية التي قصدها الرب عندما لم يكن بجواره أحد أصم ومع ذلك قال (من له أذنان للسمع فليسمع) "مت25:11". وهكذا أيضاً النظر الداخلي الذي للقلب متى رأي إنساناً به الرب فإنه أيضاً يري الأب لأنه مساو للأب.

(ابن الله بالطبيعة، المساوي للأب، صار ضعيفاً إلي الموت خلال رحمته) .

أنصت إلي الرسول الذي يتوق أن يذكرنا بمراحم المسيح كيف صار ضعيفاً لأجلنا حتى يجمع فراخه تحت جناحيه معلماً تلاميذه هم أيضاً أن يشتركوا مع الحزانى في آلامهم هؤلاء التلاميذ الذين بلغوا إلي ثبات معين خلال ضعفهم العام حيث أن (الابن) نزل غلي سمواته وأوقف ضعفنا. إنه يقول (فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً "فى5:2". مخبراً إيانا من قبيل الحنو أن نتمثل نحن الأولاد بابن الله (الذي إذ كان في صورة الله) .

ولئلا يشك أحد من جهة الكلمة ذاته أضاف مبكماً أفواه الأشرار قائلاً الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله.

ماذا يقصد أيها الأخوة الأعزاء بقوله (لم يحسب خلسة؟ أي أنه مساو للأب بالطبيعة إذ في مساواته للأب لا يكون مختلساً فالإنسان الأول (آدم) أراد اختلاس مساواة الله (تك5:3) أما (المسيح) فهو مساو للأب لا خلسة بل بالطبيعة متحداً معه اتحاداً كاملاً...

وماذا فعل؟ لكنه اخلي نفسه أخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب.

فمع أنه بالطبيعة مساو للأب قوي في قدرته لكنه صار ضعيفاً من أجل حنو عطفه على البشرية.

إنه قوي جداً خالق كل الأشياء وقد صار ضعيفاً لكي يجدد خليقته.

(المسيح يرغب في الصعود، حتى إذ يصير غائباً عنهم بالجسد يتمتعون بلاهوته) .

لاحظوا إذن ما جاء في يوحنا (لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلي الأب لأن أبي أعظم منى) "يو28:14".

إذاً كيف هو مساو للأب كقول الرسول وكقول الرب نفسه (أنا والأب واحد) "يو30:10". وفي موضع أخر (الذي رآني فقد رأي الأب) "يو9، 8:14". وهنا يقول (أبي أعظم منى) ؟..!.

لقد كانوا يفكرون فيه كإنسان ولم تكن أذهانهم قادرة على إدراك لاهوته فإذ لا يعودوا يرون الناسوت ولا يكون بينهم (على الأرض) يفكرون في لاهوته لهذا يقول لهم (لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلي الأب لماذا؟ لأنه إذ أذهب إلي الأب تستطيعون إدراك مساواتي للأب ولهذا السبب (أبي أعظم منى) لأنه إلي الآن ترونني في الجسد فترون أبي أعظم منى.

(لو كنتم تحبونني) . لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلي الأب، وماذا يعني هذا إلا إنهم لم يحبونه؟!

+ ماذا تحبون؟ تحبونني من جهة الجسد الذي ترونه (دون أن تعرفونني) . فلا تريدونه يفارق أعينكم ولكن (لو كنتم تحبونني) مدركين أنني خالق كل شيء لكنتم حقاً تفرحون أني أمضي غلي الأب لماذا؟ (لأن أبي أعظم منى فإذ ترونني على الأرض هكذا فإن أبي أعظم منى وإذ أذهب واختفي عن أعينكم ويختفي عنكم جسدي فلا ترون الثوب الذي التحقت به في اتضاعي إذ يصعد إلي السماء تعرفون ماذا تترجون؟ لأنه لم يرد أن يخلع عنه هذا الثوب (الجسد) الذي أراد أن يلبسه هنا على الأرض لأنه لو خلعه ليأست البشرية من جهة قيامة أجسادهم. إنما ارتفع به إلي السموات ومع ذلك نجد أناساً يشكون في قيامة الأجساد.

فإن كان الله قد أكد قيامة الأجساد في جسده فهل يحرم الإنسان من هذا؟!

+ لقد لبسه من أجل رحمته بنا، أما نحن فنلبسه بحكم طبيعتنا وقد اظهر لهم وأكد ما قاله لهم وأرتفع. لقد أخذ عن أنظارهم الجسدية حتى لا يعودوا ينظرونه كمجرد إنسان....
3-القديس جيروم (إيرونيموس)
الفصح والقيامة قبول للذبيحة عنّا

+ لقد اختفي جذر الصليب المر، وظهرت الثمرة (زهرة الحياة) بمعني أن الذي مات قد قام في مجد لهذا يضيف (الملاك في البشارة بالقيامة) قائلاً:

(ليس هو هنا لأنه قام) "مت6:28".



* مفهوم عيد القيامة:

+ وفي الفترة بين ظلام الليل وضياء النهار، ظهر خلاص الجنس البشري (بالقيامة، الفصح) كالشمس.

لذا يجب أن تنتشر بركات هذا الخلاص وذلك كما تنشر الشمس قبل بزوغها شفق (أنوار) الفجر حتى يمكن للعيون المعدة بنعمة هذا الشروق أن تري عندما تظهر ساعة قيامة الرب.

لذلك فإنه يجب على الكنيسة كلها أن تتهلل مسبحة السيد المسيح على مثال النسوة القديسات حينما تحققن قيامة الرب هذا الذي أيقظ البشرية من النوم إذ أعطاهم الحياة وملأهم بنور الإيمان.

4- القديس الأب أفراهات
خرج الرب من الموت لكن لازال عمله باقياً




وعندما طرد الموت (نفس المسيح) بحماس خرج الرب من دائرة الموت تاركاً معه وعداً بالحياة أنه كالسم الذي يقتل الموت فيزيل سطوة الموت شيئاً فشيئاً. وذلك كما يأخذ إنسان سماً في الطعام للحال يتقيأ الطعام الممتزج بالسم لكن قوة السم تبقي عاملة في أعضائه حتى ينحل هيكل جسده قليلاً قليلاً إلي أن يفسد. هكذا يموت يسوع أفسد الموت إذ خلال تملك الحياة ويبطل الموت الذي قيل له:

(أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتك يا هاوية؟!) 1كو55:15".
[url] الأبـــاء والقيـــامـــــــــــــــه  WHS20024[/url]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأبـــاء والقيـــامـــــــــــــــه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شات المناهرى :: اقوال الاباء-
انتقل الى: