ما اجمل ما قاله المتنيح القس منسي يوحنا وهو يتامل في طريق السماء وكيف يسير الانسان علي هذه الارض وصخره الموت مرفوعه فوق راسه فقال ان الربان الذي يبحر بسفينته في البحر المضطرب اذا سمع ان في الطريق صخرا عظيما غير معروف مكانه ويسبب خطرا لسفينته فلا يمكنه ان ينام او يغفل بل تراه يلتفت بانتباه عظيم ليعرف مكان ذلك الصخر لكي ينجو منه وانت علي هذا السبيل تسير في غمرات بحر هذا العالم الشرير بينما صخره الموت فوق راسك مرفوعه علي الدوام وهي مزمعه ان تنزل في كل لحظه فلماذا لاتلتفت وتحترس لماذا اراك منغمسا في دوامه هذه الحياه
لوم نفسك لذلك لاتلوم الموت ان اتاك فجاه بل لوم نفسك لانك لم تستعد له فاذا قام الموت واشهر سيفهعلينا فلا نتهمه بالخيانه بل نتهم انفسنا بالتراخي
لقد اخذ الله من امامنا كثيرين من احباؤنا وهاهي القبور امامنا تضم الكثيرين من اقرب الناس الينا هل اتعظنا بهم هل انتظرنا هذا اليوم الي سنسير فيه في طريق الارض كلها ( اي طريق الموت)
فلا تتوهم ان الارض ستبقي لك والاصدقاء سيظلو حولك واعلم انه كما ورثت من سبقك سيرثك ايضا من ياتي بعدك وربما تجد من كان معك علي خلاف طوال حياتك يجمع اموالك من هنا وهناك بعد مماتك واعلم ايضا انه مهما زرفوا الدموع عليك لابد سياتي يوما يضحكون فيه وتعود الحياه كما كانت فهذه هي الحقيقه التي نحاول ان ننساها لذلك ليتنا نقف قليلاونري الي اين نحن نسير فرصه اخيره فلا تظن انك افضل من الذين اختطفهم الموت بدون اي انذار ربما يكون الله يريد ان يعطيك فرصه اخيره لتعد نفسك
احبائي ان حياتك غاليه دفع فيها اغلي ثمن فها هو الرب يسوع يدعو نفس قائلا التفتو الي دمي الذي سال من اجلكم علي الصليب قدروا قيمه حياتكم انظروا الي يدي التي تمزقت انظروا الي جنبي الذي طعن وقلبي الذي جرح من اجلكم وهيا اسرعوا بالتوبه قبل ان تسيروا في طريق الارض كلها (اي طريق الموت)