شات المناهرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شات المناهرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة الشريط الابيض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن المناهري
Admin
ابن المناهري


عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 05/04/2011

قصة الشريط الابيض Empty
مُساهمةموضوع: قصة الشريط الابيض   قصة الشريط الابيض I_icon_minitimeالخميس أبريل 07, 2011 8:20 am

كان رجل وفتى يشتركان معاً في مقعدين بجانب بعضهما البعض في قطار. الفتى لم يكن يبلغ أكثر من 17 عاماً ولكن كان متوتر الأعصاب. وتعجَّب الرجل ما الذي يجعل فتىً صغيراً مثل هذا قلقاً هكذا.
كان الفتى يطيل التحديق في نافذة القطار، غير آبه لأي شخص في القطار. وحاول الرجل أن لا ينتبه للفتى، ففتح كتاباً وأخذ يقرأ فيه. لكنه كان يُلاحظ أن وجه الفتى مثبَّتٌ على النافذة، وكان يحسُّ بأن الفتى وكأنه يمسك نفسه عن الصراخ. وهكذا قضيا الليل في القطار: الرجل يحاول أن يقرأ، والفتى يجلس بجانبه محدِّقاً من خلال النافذة.
وأخيراً، سأل الفتى الرجلَ: ”هل تعرف ما هو الوقت الآن؟ وهل تعرف ما هو الوقت الواجب ليصل القطار إلى بلدة (...)“؟
ودلَّ الرجل الصبيَ على الوقت، ومضى يقول له: ”إن بلدة (...) هي مركز قليل الشأن، أليس كذلك؟ وأنا لا أعرف ما إذا كان القطار سيتوقف عندها أم لا“؟
فردَّ الفتى: ”عادةً لا يتوقف، لكنهم قالوا لي إنه قد يتوقف خصيصاً لي لأنزل، هذا إذا أنا قررتُ النزول“.
وعاد الفتى للنافذة، والرجل لكتابه. ومضت برهة من الصمت قبل أن يُستأنف الحديث مرة أخرى. وحينما بدأ الحديث، سرد الفتى للرجل قصة حياته كلها:
- ”منذ أربع سنوات، فعلتُ شيئاً ردياً جداً لدرجة أني هربتُ من البيت و لم أستطع أن أواجه والدي بعد هذا الذي فعلتُه. وتركتُ البيت حتى بدون أن أُسلِّم على مَن في البيت وعليه هو بالذات. ومنذ ذلك الوقت، مضيتُ أعمل، مرة في مكانٍ، ومرة أخرى في مكانٍ آخر. فلم أكن أستمر مدة كبيرة في مكانٍ واحد. لقد كنتُ أحسُّ بوحدة ووحشة. وأخيراً، قررتُ أن أعود إلى بيت أبي“.
وسأله الرجل: «وهل يعرف أبوك أنك راجع»؟
وردَّ الفتى: ”إنه يعرف أني قادم. ولكني لا أعرف ما إذا كان سيكون موجوداً أم لا بعد كل الذي فعلتُه. لقد أرسلتُ له رسالة، ولستُ متأكِّداً ما إذا كان سيُسامحني ويسمح لي بالعودة أم لا. لذلك فقد قلتُ له في رسالتي إني سأعود للبيت إن كان هو يريدني أن أعود. قلتُ له إنه إذا أرادني أن أعود للبيت، فليضع علامة على شجرة قبل محطة القطار (...) ببضعة أمتار، وأني سأظل أنظر إلى الأشجار باحثاً عن شريط أبيض على فرع من أفرع الشجر بينما القطار يتأهَّب للدخول إلى محطة (...)، فإذا رأيتُ الشريط الأبيض على الشجرة فسوف أنزل من القطار؛ وإلاَّ فسأظل في القطار يحملني إلى أي مكان يذهب إليه“.
وتوثقت صداقةٌ بين الرجل والفتى، وصار الاثنان ينتظران محطة (...). وفجأة، التفتْ الفتى إلى الرجل وقال له: ”هل يمكنك أن تعمل لي خدمة؟ هل يمكنك أن تنظر بدلاً مني؟ إني مثقَّل جداً لأني غير قادر أن أبحث عن هذا الشريط الأبيض“.
وإذ كان الرجل قد اهتم بأمر الفتى، وافق على أن يلتفت هو إلى النافذة مترقِّباً لرؤية شريط أبيض على شجرة.
وبعد لحظات، أتى مفتش القطار، ونادى: ”المحطة القادمة هي (...)“. ولم يستطع الفتى أن يتحرك من مكانه. وبدأ الرجل على قدر ما يستطيع أن ينظر من النافذة إلى الشجر المتراصِّ على جانب شريط السكة الحديدية. وأخيراً، رأى الشريط!
وصاح بأعلى صوته حتى أن ركاب القطار التفتوا إليه: ”ها هو، انظر! ها هو هناك“!
كانت الشجرة مغطَّاة ليس بشريط واحد بل بمجموعة من الشرائط! ليس شريطاً واحداً ، بل كرة من الشرائط البيضاء.
لقد كان للأب كل سبب وحجة أن يرفض رجوع ابنه. وكان له الحق والأسباب التي تجعله لا يضع شريطاً أبيض، لكنه فعل ذلك. إن الذي يُجلِّل الشجرة كلها بالأشرطة البيضاء، هو الأب الذي تكون محبته حقيقية حقاً، وكل شريط من هذه الأشرطة يُعلن:إن اليوم هو يوم المصالحة.
أَلاَ يمكن أن نتأمل في مصالحة الله للإنسان الذي تمرَّد على أبوَّة الله بجهالة
«الله كان في المسيح مُصالِحاً العالم لنفسه» (2كو 5: 19).
منقول
صلوا من اجل ضعفي انا الخاطي ابن المناهري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة الشريط الابيض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» امام العرش الابيض
» -اخويا فى السرير الابيض - Better life team

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شات المناهرى :: مواضيع روحيه-
انتقل الى: