تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: كيف أن الأب والإبن والروح القدس واحد ؟ الإثنين أبريل 11, 2011 9:35 pm | |
| كيف أن الآب والابن والروح القدس واحد؟
[ "]النار يوجد بها لهب؛ واللهب يخرج منه نور وحرارة. فاللهب يسمى نار، والنور يسمى نار، والحرارة تسمى نار، والدليل على ذلك من الممكن أن نقول إننا نوقد النار، أو إننا نوقد اللهب، أحياناً نقول نحن نستنير بالنار أو نحن نستدفئ على الحرارة أو نحن نستدفئ على النار. فاللهب والنور والحرارة الخارجة منه شئ واحد أى نار واحدة وليسوا ثلاثة نيران. ولكن اللهب غير النور غير الحرارة. ومع أن اللهب غير النور غير الحرارة ولكن اللهب إن لم يلد نوراً ويشع حرارة لا يكون ناراً على الإطلاق. فاللهب بنوره وحرارته يكون ناراً حقيقية.
هكذا إذا تأملنا فى الثالوث القدوس نفهم أن الآب هو الله، والابن هو الله، والروح القدس هـو الله. مثل اللهب نـار، والنور نـار، والحرارة نار، فالآب هو الله الآب، والابن هو الله الابن، والروح القدس هو الله الروح القدس، ويمكن أن يُقال الله فقط بدون الآب. كما نقول أن اللهب هو نار فالتسمية ليست مشكلة ولكن إذا لم يوجد الابن لا يوجد الله. لأنه لا يوجد آب بغير ابن ولا توجد نار بغير حرارة؛ حتى لو كان هناك لهب. لأن اللهب بدون حرارة ليس له قيمة، وكذلك أيضاً العقل بدون فكر ليس له قيمة، فالمولد يلد كهرباء، والنور يلد شعاع، والعقل يلد فكر، والزهور تلد رائحة، والمغناطيس يلد مجال مغناطيسى، والنبات يلد براعم، ولا يوجد شئ فى الوجود كله لا يلد غير الحجر والجماد الأصم. فالله أعلن لنا أنه كإله واحد هو آب وابن وروح قدس
+ كبف يموت السيد المسيح وهو الله الكلمة المتجسد ؟
إن السـيد المسـيح قد مات بحسب الجسـد، لكن لم يمت بحسب طبيعته الإلهية. فالإنسان العادى له روح وجسد: فروحه لا تموت، ولكن جسده يموت، وهو إنسان واحد. فبعد أن يموت جسد الإنسان يبقى روحاً حياً لأن إلهنا "ليس هو إله أموات بل إله أحياء" (مر12: 27).
فإذا كان الإنسان روحه وجسـده متحدان معاً، ومـن الممكن أن يموت بحسب الجسد ولا يموت بحسب الروح كما قيل عن ناسوت السيد المسيح بعد موته على الصليب بالجسد وبقاء روحه الإنسانية حياً وكلاهما متحداً باللاهوت "مماتاً فى الجسد ولكن محيياً فى الروح" (1بط3: 18). فبنفس الصورة الكلمة المتجسد من الممكن أن يموت بحسب الجسد ولا يموت بحسب الروح الإنسانية، وبالطبع أيضاً بالمثل لا يموت بحسب الطبيعة الإلهية، لأن لا الروح الإنسانية يموت، ولا اللاهوت يموت.
كيف يوضع فى القبر ومن كان يدير العالم وقتئذ؟
إن الذى وضع فى القبر هو جسد السيد المسيح المتحد باللاهوت، ولكن فى نفس الوقت لاهوته يملأ الوجود كله. وأيضاً بالمثل كيف وهو فى بطن العذراء يدير العالم كله؟!
إن أى شـخص لـه جـهاز تليـفـزيـون يمكـنه أن يسـتقبل فـيه الصورة والإرسال. ولكن الإرسال مالئ الفراغ المحيط به بحيث يمكن أن يستقبل نفس الإرسال شخص آخر فى دولة أخرى حول العالم، وهو نفس الإرسال فبرغم من أن الإرسال مالئ الأجــواء العليا إلا أنــه يمـكن أن يُســتقبَل فى جهاز صغير بكل تفاصيله وأحداثه وألوانه وكلماته.
فعندما تجسد السيد المسيح فى بطن العذراء اتحد اللاهوت بالناسوت وفى نفس الوقت لاهوته كان يملأ الوجود كله، ولا يحده مكان. فإذا كان إرسال التليفزيون من الممكن أن يملأ الأجواء والعالم كله ولا نتعجب من استقباله فى جـهاز صغير فى بيت!! هل نتعجب أن لاهوت السـيد المسيح يملأ الوجود كله وفى نفس الوقت تستقبله العذراء مريم متجسداً فى بطنها بسر لا ينطق به ومجيد. ونفس الوضع عندما كان فى القبر وهو نفسه قال "ليس أحد صعد إلى السـماء إلا الـذى نزل من السماء ابن الإنسان الـذى هو فى السـماء" (يو3: 13). أى أن لاهوته يملأ السماء والأرض .
هل يمكن أن يتجسد الله؟
إن الله منزه عن الخطية، والتجسد ليس خطية والسيد المسيح جاء قدوس وبلا خطية. والجميع يعترفون بـهذا والله منزه عن التغير ونحن نقول إن لاهوته متحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، والتجسد لم يجعل اللاهوت يتغير بدليل أننا نقول إن السيد المسيح مـات بحسب الجسد، وليس بحسب اللاهوت. فعند التجسد لم يمت اللاهوت أى أن لاهوته لم يتغير قبل وبعد التجسد. فطبيعته الإلهية لم تتغير. إذن فلا يوجد تغير ولا خطية، ولكن التجسد كان لأجل خلاص البشرية ولإظهار حب الله.
وكما ظهر الله لموسى على هيئة نار فى العليقة والكل يعترفون بذلك.. وكلمه قائلاً "أنا الله" وقد رآه على هيئة نار مشتعلة فى الشجرة. إذن الله من الممكن أن يظهر. فأيهما أفيد وأفضل؟! أن يظهر على هيئة نار؟ أم أن يظهر كفادٍ ومخلص، لكى يـظهر لنا محبته على الصليب؟!! إن العليقة المشتعلة بالنار فى برية سيناء كانت تشـير إلى التجسد فى بطن العذراء مريم حيث لم يحترق الناسـوت لسبب اتحاده باللاهوت، وتشير إلى الصليب، لأنه على الصليب اشتعلت نار العدل الإلهى. والشجرة التى ترمز إليها العليقة هى خشبة الصليب. لذلك يذكرنا مشهد الصليب بالمشهد الذى رآه موسى على الجبل.
وهنا قـد أوضـحنا أن السـيد المسـيح هـو ابـن الله الوحـيد الذى تجسّد لأجل خلاصنا، لكى يفدينا وأعطانـا حياته لكى نعيش بها كما يقول بولس الرسول "وهو مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذى مات لأجلهم وقام" (2كو5: 15) فهل نحيا نحن وندرك أننا لسنا لذواتنا ولا لشهواتنا بل للمسيح الذى اشترانا بدمه؟..
+ لماذا التجسد ؟
عزيزي هل رأيت مرة شخص يسقط في رمال متحركة؟!!
لا أعتقد .. ولكن الشخص الذي يسير في طريق رملي وفجأة يسقط في رمال متحركة يواجه أصعب موقف ... لأنه لا يستطيع أبدا أن ينقذ نفسه ... خاصة إذا اكتشف أنه في منطقة رمال متحرك بعد فترة من الوقت بحيث أصبحت الأرض الثابتة بعيدة عن مرمى يده ... وصعوبة الرمال المتحركة تكمن في انه كلما يحاول أن يخلص نفسه يجد نفسه قد تورط أكثر فأكثر ... فطبيعة هذه الرمال أنها تجذب من اذا فكيف يمكن النجاة من مثل هذه الرمال؟ ببساطة لابد من وجود شخص يقف على أرض صلبة وقوي يستطيع أن يمد يده ويسحب هذا الشخص من الرمال، ليس هذا فقط ولكن أن يكون لديه من القوة الفائقة لكي يستطيع أن يقاوم جذب الرمال للشخص الآخر. . وهذه الحقيقة عن الرمال المتحركة تذكرني بحال الجنس البشري, فمنذ سقوط آدم والبشر ينزلقون في هاوية سحيقة, يحاولون الخروج منها. منذ فجر التاريخ واكتشف الإنسان أنه فاسد ويحتاج إلى إصلاح، وأيضا في عبادته يحاول الإنسان أن يرضي الله أو يتصالح مع الله ،ويحاول أن يشعر بالرضا تجاه عبادته ... يستطيع أن يرضى عن نفسه وعن عبادته . ولكن كيف السبيل إلى ذلك ... أن لسان حال كل شخص منزلق في رمال متحركة، وكلما حاول النجاة انزلق أكثر ،لذلك كان السبيل إلى إنقاذ نفسه هو وجود شخص آخر يقف على أرض صلبه , بمعنى أنه غير فاسد في طبيعته بار ويستطيع أن يمد يده لينقذه مما هو فيه. هل هذه الصفات موجودة في أي شخص؟ بالتأكيد لا لأن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله، لذلك كان هناك حتمية للتجسد. ما هو التجسد؟ هو ظهور كلمة الله متحداً بإنسانيتنا ، والكلمة صار جسداً ، ودور هذا الإنسان أن يصالح الجنس البشري بالله.... تري ...من يكون هذا الإنسان؟ انهالسيد المسيح – الكلمة المتجسد..... بالحق لم يكن يصلح غير المسيح لهذا العمل العظيم. لأنه الشخص الوحيد القدوس البار الذي لم ينال منه فساد إذ أنه لم يعرف خطية، وقد صار إنسان ليصالح الإنسان بالله له كل المجد مد يده لينقذ الإنسان من موت محقق، وكل من يمد يده ويضع رجاؤه عليه سيمسكه المسيح وينتشله ممن رمال الخطية. إذا ... ما هي أهمية التجسد؟ التجسد تأكيد صدق وعود الله ... فلقد وعد بمجيء المخلص الذي سيحل مشكلة الخطية (تك3: 15)
تجسد المسيح لكي ينقض أعمال إبليس ويبطل الخطية (متى 10: 45) المسيح تجسد لكي نعيش حياة القداسة ويعطينا حياة أبدية ( متى 11: 29 – يو 10: 10 )
المسيح تجسد لكي يكون لنا رئيس كهنة رحيم وأمين عب 11: 12 [url] [/url] | |
|