تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: كيف تدرس الكتاب المقدّس" الإثنين أبريل 11, 2011 10:09 pm | |
| "كيف تدرس الكتاب المقدّس"
هناك طرق عديدة لدراسة الكتاب المقدس وتوجد كتب تفاسير كثيرة تساعدك على فهمه. ولكن المهم التّذكّر بأنه إن أردت معرفة ما يقوله الكتاب فيجب عليك قراءته بطريقة تكتشف فيها المعنى وكيفية تطبيق ما يقوله الكتاب على حياتك. وهناك ثلاثة أجزاء لتفسير وفهم الكتاب المقدّس. أ- الملاحظة. ب- التّفسير. ج- التّطبيق.
الملاحظة: تحتاج إلى ملاحظة النّصّ قبل تفسير النّصّ. 1- إبدأ بالصّلاة: يوحنا 16: 13 – 15 يعلّمنا بأن الروح القدس هو معلّمنا. لذا اسأل الله أن يقودك إلى كل الحق.
2- تحقّق من القرينة: القرينة تعني سياق الكلام، أو ما يتماشى مع الكلام المكتوب أو إطار للمكتوب. خذ مثلاً كلمة "دبّابة". فعندما تسأل عن معناها فربّما تقول هي مركبة حديديّة تستعمل في الحرب. أمّا إذا قرأت الكلمة في الآية التّالية سوف تفسّرها تفسيراً مختلفاً: تكوين 1: 24 "وقال الله لتُخرِج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها. بهائم ودباّبات ووحوش أرض..." تكوين 1: 26 "...وعلى جميع الدباّبات التي تدبّ على الأرض." فهكذا عند تفسير الكتاب فإنّك تحتاج أن ترى الكلمات والأفكار في سياق القرينة فأي تفسير يحتاج أن يُدرَس بتمعّن ليس فقط الكلمة أو الآية لوحدها بل الآيات التي قبلها وبعدها وحتى الأصحاحات التي جاءت بها. 3- تعامل مع المكتوب بشكل موضوعي: هذا يعني أن ندع المكتوب يفسّر نفسه. فكثيراً ما نجد أنفسنا نقرأ الكتاب لأسباب شخصيّة، أو لنجد آية تفيدنا أو تفيد غيرنا. ولكن دارس الكلمة الحكيم هو الشّخص الذي يفتّش عن الحق، الحقّ الإلهي الشّامل الذي به نتغيّر. وعندما نعرف الحقّ الكتابي نستطيع أن نطبّقه على حياتنا. هذا يتطلّب منّا قراءة الكلمة باحثين عما هو واضح وظاهر، مثل: حقائق عن أشخاص، أماكن أو حوادث. فكل هذه تكون واضحة من النّصّ.
4- إقرأ بتمعّن ولك هدف: القراءة المهدفة تتطلّب "استجواب" النّصّ مثل تحري ماهر من خلال الأسئلة التّالية: أ- من؟ مَن كتب النّصّ، مَن قالها. من هم الأشخاص الرّئيسيّين في النّص؟ من هم الأشخاص الآخرين المذكورين في النّصّ؟ عن من يتكلّم الكاتب؟
ب- ماذا؟ ماهي الحوادث الرّئيسيّة؟ ماهي الأفكار الرّئيسيّة؟ ماهي التّعاليم الرّئيسيّة؟ عن ماذا يتكلّم الكاتب؟ ما الغرض من قوله هذا؟
ج- متى؟ متى كُتِبَ النّص؟ متى تمّت الحادثة؟ متى ستحدث؟ متى فَعَلَها؟ متى سيفعلها؟
د- أين؟ أين حدثت؟ أين قيلت؟ أين ستحدث؟
ه- لماذا؟ لماذا كُتِبَت؟ ما المناسبة؟ لماذا أُعطِيَ الموضوع هذه المساحة؟ لماذا ذُكِرَ هذا الشّاهد؟ لماذ طُلِبَ منهم هذا الشّيء؟
و- كيف؟ كيف عُمِل الشّيء؟ كيف حدث؟ كيف طُبِّقَ؟
إن ابتدأت بالتّفسير دون وضع أساس الملاحظة فإن فهمك للنّصّ سيطغى عليه افتراضاتك الخاصّة، ما تعتقده أنت أو ما تشعره أنت أو ما قاله آخرون. والنّتيجة هو أنّك تحرِّف الكتاب لهلاكك. (2 بطرس 3: 16)
التّفسير: لأي تفسير صحيح وناجح تحتاج أن تبدأ بنظرة عامّة وشاملة للسِّفر. فقبل أن تبدأ بتشريح الآيات، والكلمات لا بدّ لك أن تلقي نظرة عامة على فحوى الرّسالة لمعرفة أفكارها الرّئيسيّة وتوجّهها وهذه تأتي عن طريق التّطوّرات التّالية:
1- إبدأ بالصّلاة: لأن الحقّ يعلن من صاحب الحق، المؤلّف للكتاب فلا بد لنا أن نطلب إرشاده قبل البدء في دراستنا.
2- إقرأ وأعد قراءة السّفر بأكمله مرّة ومرّات: لربّما يتطلّب هذا أكثر من جلسة واحدة بالنّسبة للأسفار الكبيرة أمّا الأسفار القصيرة مثل الرّسائل فيمكن قراءتها في دقائق معدودة. في القراءة الأولى قد تبدو الآيات كأنّها غير مترابطة. ولكن في القراءة التّالية سوف تكتشف "الموضوع" الرّئيسي في الرّسالة أو السّفر. لا تهتم في القراءات الأولى لتفسير وفهم الآيات الصّعبة الفهم لأنّك تستطيع الرّجوع إليها فيما بعد.
3- حاول تحديد نوعيّة النّصّ. هل النّصّ شعري، تاريخي، أمثال، نبوي، رسالة، مزيج من الأنواع؟
4- اقترب إلى النّصّ بموضوعيّة: قبل أن تعرف ماذا تعني وكيف تفيدك الكلمة يجب أن تكتشف ماذا يعني النّصّ بشكل موضوعي. يجب أن تكتشف ماذا كان يعني النّصّ للأشخاص الذين كُتِبَ من أجلهم قبل أن تبدأ بالتّطبيق لتكتشف ماذا يعني لك النّصّ الآن...
ج- التّطبيق:
1- القرينة دائماً تحكم التّفسير: كل تفسير يجب أن يتوافق مع القرينة الآيات والأصحاحات حول النّصّ. والسّفر في وسط أسفار أخرى. ورأي الكتاب بأكمله.
اسأل نفسك خلال تفسيرك: · هل ما أفسّره في هذا المقطع متطابق مع الموضوع الرّئيسي. والهدف وتكوين السّفر. · هل تفسيري يتوافق مع المقاطع والآيات الأخرى المتعلّقة بنفس الموضوع؟ · هل تأكّدت من القرينة التّاريخيّة والإجتماعيّة للمكتوب؟
فمثلاً في أفسس 5: 4 يقول الكتاب: "ولا القباحة ولا كلام السّفاهة والهزل التي لا تليق بل بالحري الشّكر." هل هذا يعني أنّ المؤمن لا يجب أن يتفوّه بأيّة نكتة؟ إنّ قرينة الكلام ابتداءً من العدد الثّالث تدلّنا أنّه يعني الكلام النّجس والكلام القبيح.
2- دائماً ابحث عن الفكر الكامل للكتاب:
لا يمكننا أن نبني تعليماً أو عقيدة أساس آية أو حتى آيتين منفصلتين ومتباعدتين من الكتاب. لذا يجب أن نقرأ كل الكتاب وباستمرار لمعرفة فكر الله وللتّأكد من التّعليم الذي نقبله هل هو كتابي أم لا؟ فمثلاً: في يوحنا 15: 7 يقول يسوع "... تطلبون ما تريدون فيكون لكم." هل هذا يعني أنّنا نستطيع أن نطلب أي شيء من الله فيكون لنا؟
3- تذكّر أن الكتاب لا يناقض بعضه:
إن أفضل مفسّر للكتاب هو الكتاب نفسه. ولأن المؤلّف الرّوح القدس، هو نفسه لكل الأسفار فمن الطّبيعي أن نستنتج إن الله لا يناقض نفسه. وأن وجدت ظاهرياً أي تناقض فلا بد أن يكون تفسيرك في إحدى المقاطع تفسيراً خاطئاً. ولكن توجد أحياناً تعاليم في الكتاب تبدو أنّها تناقض بعضها، فمثلاّ موضوع الحرية والإختيار وسيادة الله. فالكتاب واضح أنّ الإنسان له حرية الإختيار وأيضاً الكتاب واضح بأن الله سيد على كل شيء وقد تبدو الحقيقتين متناقضتين ولكن نحتاج أن ندرك بأن الكتاب يعلم الحقيقتين ولكننا نحن كبشر لا نستطيع أن نفهم كل شيء بوضوح لأننا محدودون.
4- لا تبنِ عقيدتك على أساس آيات مخفيّة أو غير واضحة:
مثلاً: 1كورنثوس 15: 29 يتكلم فيها عن المعمودية من أجل الموتى. ماذا تعني؟ هل يمكن أن نقول أننا يجب أن نعتمد بدل أمواتنا الذين لم يعتمدوا. كلا... لأن الكتاب غير واضح في هذا الأمر ولا يجب علينا أن نبني عقيدتنا على أساس آية واحدة لم نكتشف معناها الحقيقي.
5- فسّر الكتاب بالمعنى الطّبيعي:
إن الكتاب المقدّس ليس كتاب أحجية أو لغز لأن الله كلّمنا في الكتاب لكي نفهم وندرك الحق ولم يكن يرغب بأن يقول لنا أشياء غير مفهومة وغامضة فلا نستطيع أن ندرك ما يريد! لهذا يجب أن نفسّر ما نقرأ بالمعنى الطّبيعي. إفهم المكتوب في قرينة وسياق نوعيّة النّص. هل المعنى تشبيهي، شعري، تاريخي. فمثلاً يقول لنا سفر الأمثال 16: 7 "إذا أرضت الرّبّ طرق إنسان جعل أعداءه أيضاً يسالمونه." يمكنك أن تقبل هذا كمثل حقيقي ينطبق على الحياة. ولكن هل يمكننا القول بأن الله مجبر دائماً على أن يجعل أعداءك يسالمونك. هل حدث هذا مع الرب يسوع الذي أرضت كل طرقه الآب؟
6- إبحث عن المغزى والهدف الذي من أجله دوّن الكاتب المقطع:
لا تحوّر الآيات لتقول ما لم تقوله أو للتّناسب مع رأيك. فمثلاً في سفر القضاة 6 يتكلّم لنا الكتاب عن "جزة" جدعون. هل يعني هذا أنّنا نستطيع ويجب علينا أن نضع "جزة" لمعرفة مشيئة الله؟ فنحن لا نجد في كل الكتاب أمراً من الله يعلّمنا أن نمتحنه "بجزّة" كجدعون.
7- قارن استنتاجك بمرجع تفسيري يُعتَمَد عليه ومقبول:
بعد كل القراءة والتّفسير يمكنا القول بأننا قد نخطئ. ولأن الحق ليس حكراً على أحد بما فيهم نحن فلذا يجب أن نراجع معلّمي الكتاب والدّارسين الذين يعرفون اللغات الأصليّة، ويفهمون الخلفيّة والمناسبة لما كتب بطريقة أحسن منا. ولأننا نؤمن أن الله لا يأتمن كل حقه إلى شخص واحد، فلذا يجب أن ننتبه عند اكتشافنا ما نعتقد أنه حق جديد، فلربما نكون مخطئين. [url] [/url] | |
|