تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: ( يستجيب لك الرب ) الثلاثاء أبريل 12, 2011 1:20 am | |
| ( يستجيب لك الرب ) معناها انه يصنع معك خيرا00000 يحل اشكالاتك، يرتب لك أمورك ، يعطيك ما ينفعك ، سواء كان ما ينفعك هو الشئ الذى تطلبه ، أو كان متغيرا عنه بعض الشئ ، أو كان عكسه تماما 000 فما معنى هذا ؟ معناه أن تذكر هذا المبدأ الروحى : إن الله يعطيك ما ينفعك ، وليس ما تطلبه ، إلا إذا كان ما تطلبه هو النافع لك 0000وذلك لانك كثيرا ما تطلب ما لا ينفعك 00000 فان كنت تطلب ملكوت الله ، فلابد أن يستجيب لك الرب 0 لان هذا الملكوت يتفق مع إرادة الله ، وهو نافع لك أقول هذا لان كثيرين له طلبات لا علاقة لها بالملكوت ، وقد تكون ضارة بهم ، وقد تكون ضد مشيئة الله 0 وسنضرب لذلك أمثلة 0000 بولس الرسول طلب أن يرفع عنه شوكة أعطيت له فى الجسد (2كو 12 : 7 –9 )0 فأعطاه الرب ما ينفعه ، وليس ما كان يطلبه 0وكان الأنفع له أن تبقى هذه الشوكة ، لئلا يرتفع من فرط الإعلانات ولو أنقذه الرب من تلك الشوكة ، ما كان ذلك فى صالحه روحيا فى إحدى المرات وقع راهب فى ضيقة شديدة 0 وظل يصلى أن يرفع الرب عنه تلك الحرب 0ومن اجل لحاجته رفع الرب الحرب عنه 0 وإذا به يسبح فى الخيلاء والمجد الباطل 0فذهب إلى أبيه الروحى ، وقص عليه قصته 0 فقال له ( اذهب يا أبنى ، واطلب من الرب أن يرجع لك التجربة ولكن يعطيك فيها معونة وقوة لكى تنتصر ، لان التجارب مفيدة للإنسان 000لذلك فان عبارة ( يستجيب لك الرب فى يوم شدتك ) ليس معناها على الدوام زوال الشدة 00 إن استجابة الرب ليست مطلقة حسب طلباتنا ، وإلا كان معنى هذا أن نسير الإرادة الإلهية وفق هوانا !! فى الواقع إذا أردت أن يستجيب لك الرب ، ينبغى أن تطلب حسنا ، وتكون طلبتك موافقة لمشيئتة0 ومعلمنا يعـقوب الرسول يقول : (تطلبون ولا تأخذون ، لأنكم تطلبون رديا ) (يع 4 :3 ) حتى فى حياتنا اليومية ، وفى علاقنا مع الناس كثيرا ما نطلب طلبات نظنها نافعة ، وتكون ضارة بنا ، وسأضرب لكم أمثلة : *قد يتعبك ضرسك مثلا ويؤلمك جدا ، فلا تحتمل ، وتذهب إلى الطبيب وأنت فى شدة الألم ، وتقول له (أرجو أن تخلع لى هذا الضرس ، لانه يؤلمنى جدا ) 000 ولكن الطبيب الحكيم قد لا يستجيب لطلبك ، ويرى الإبقاء على الضرس 0 وكل ما يعمله أن ينظفه ويحشوه ، وينقذك من الألم ، وينقذ الضرس أيضا ، ويكون قد فعل بك خيرا اكثر مما تطلب 0 وتخرج شاكرا جدا ، مع أنه لم ينفذ طلبك 0000 أما كان الأفضل لك ، أن تطلب من الطبيب أن يريحك من الألم ، دون أن تحدد له الطريق والطريقة وإنما تترك الأمر لحكمته ، وهو يدبرك بعناية وحب ، فيما أنت مستسلم لعمل عنايته ؟! · مثال آخر : قد تصاب بحرق ، فتذهب إلى طبيب ، وتقول له ( أرجو أن تضع لى مرهما على هذا الحرق وتربطه ) ويرى الطبيب أن تهوية العضو المحروق افضل من ربطه ، فلا يربطه 0000 أتشكو من أن الطبيب لم يستجب لطلبك ؟! كلا ، لقد استجاب ، ولكن بحكمة 0 لست أنت الذى ترشده إلى الحل ، بل هو الذى يرشدك 0000 كذلك الله : تطلب منه الطلب ، فبكل رحمة وحب يستجيب لك ، ولكن بالوسيلة التى يراها ، وفى الموعد الذى تحدده حكمته 0هو يعرف النافع لك 0 وفى كل مرة تطلب ، يقول لك : قد سمعت لطلبتك ، وسأعطيك ، إنما اتركنى أتصرف 0000 اطمئن إذن ، واصبر ، ولا تفرض على الرب عقليتك 0 لا تطلب الطلب ، وتحدد الوسيلة والوقت ، وتدخل فى التفاصيل !! لا تقلق 0 إن الله حتما سيستجيب لك فى يوم شدتك ، ولكن بطريقته وليست بطريقتك 0الا لو كانت طريقتك هى طريقته 000 · مثال آخر للطلبات الخاطئة ، وقد صدرت من قديسين !! إبراهيم أبو الآباء ، لما يئس من أن يأتى له من سارة نسل ، طلب إلى الرب قائلا ( ليت اسماعيل يعيش قدامك ) ( تك 17 : 18 )
وكان طلب إبراهيم أبى الآباء والأنبياء ، ضد مشيئة الله 00000! لذلك لم يستجب له الله ، ورد عليه ( بل سارة امرأتك تلد لك ابنا 000وأقيم عهدى معه ) لقد استجاب الله لإبراهيم من جهة اعطائه نسلا ، ومباركته لنسله ، واعطائه العهود والمواعيد 0000 ولكن ليس بالأسلوب الذى اقترحه إبراهيم · يونان النبى أيضا ، طلب من الله طلبا رديا ، فلم يستجبه ! كان يونان قد نادى بهلاك نينوى ، وتابت نينوى ، وقبل الله توبتها فلم تهلك 0وحزن يونان لان كلمته قد سقطت 0وطلب من الرب قائلا (فالان يارب خذ نفسى منى ، لان موتى خير من حياتى ) ( يون 4 : 3 ) وكرر يونان الطلب مرة أخرى ( 4 : 8 ) ولم يستجب الله ليونان ، فلم يأخذ نفسه منه ، إذ لم يكن فى صالحه أن يترك العالم فى هذه الحالة من التذمر والغم ، والتمركز حول الذات ، والمعارضة لمشيئة الله ، والحزن عن خلاص الناس!! ومع أن الله لم يستجب لحرفية طلب يونان ، إلا انه فى الواقع استجاب للطلبة الحقيقية التى فى أعماق نفسه 000 كانت عبارة ( خذ نفسى منى ) معناها ( أنا حزين ، وأريد أن أعاتبك لكى تصالحنى ) وفعلا صالحه الله ، ولم يأخذه بحرفية هذه الطلبة الردية التى قالها فى حالة غم 0000فلا تتضايق إذا طلبت من طلبة وشعرت انه لم يستحبها 0 ربما تكون استجابتها فى عدم استجابتها 000000 · نضيف إلى مثال إبراهيم ويونان ، مثال بولس الرسول ، لما طلب من الرب أن يرفع عنه شوكة أعطيت له فى الجسد0000 · بنفس الوضع ، قد تطلب من الرب لاجل شفاء مريض ، ولا يشفى بل يموت 0لا تتضايق وتظن أن الله لم يستجب فى وقت الشدة ! ربما ملائكة كثيرون ممسكون بالأكاليل ، كانوا ينتظرون خروج نفسه من هذا العالم الباطل ، لكى يزفوها إلى الفردوس 0وانت تريد بصلواتك أن يظل هذا المريض مربوطا بالعالم !! وكما فرح الله وملائكته بانتقال هذا المريض إلى الفردوس ، لان ( ذلك أفضل جدا ) ( فى 1 : 24 ) فرح هو نفسه لما خرج من الجسد ووجد أن الوضع الذى صار فيه أسمى وأبهى بكثير ، واستراح إلى الأبد من آلام الجسد 000 وفى نفس الوقت فرحت نفوس الأبرار باستقباله ، وهنأته على أنه اكمل جهاده على الأرض 0 ووسط هذا الفرح بقيت أنت الحزين ، لان صلواتك لم تستجيب !! بينما كانت استجابتها فى عدم استجابتها 00000 يجب أن تؤمن أن الله أحن علينا من أنفسنا ، وهو أدرى بالنافع لنا 000كثيرا ما يكون الحنان الذى فى قلوبنا حنانا ارضيا ، له مقاييسه البشرية التى تختلف كثيرا عن المقاييس الإلهية العميقة فى حبها ، وفى حكمتها 000000 ياليت طلباتها التى نطلبها من الله ، تكون موافقة لمشيئته الإلهية الصالحة 0وليتنا أيضا لا نثق كثيرا بفهمنا البشرى 0وفى كل مرة نرى أن طلباتنا لم تستجب ، ندرك أن وراء هذا حكمة إلهية ، إن لم نفهمها الآن فسنفهمها فيما بعد 00000 إن الكتاب المقدس مملوء بأمثلة لاستجابة الرب فى يوم الشدة نذكر من بينهما على سبيل المثال: دانيال ، حينما ألقوه فى جب الأسود 0 الثلاثة فتية ، حينما القوهم فى أتون النار 0 يونان ، وهو فى جوف الحوت ، وقد صلى إلى الرب 0 موسى والشعب ، وهم أمام البحر الأحمر ، والعدو خلفهم 0 استير : وهى داخلة للقاء الملك أحشو يرش 0 ايليا النبى ،فى وقت المجاعة ، وفى مطاردة ايزابل له 0 داود النبى ، يطارده شاول الملك طالبا نفسه 0 يوسف الصديق ، فى البئر ، وفى التجربة ، وفى السجن 0 بطرس الرسول ، وهو فى السجن منتظرا مصيره إلى غير ذلك ، من الأمثلة التى لا تحصى ، والتى تحقق فيها قول المزمور ( يستجيب لك الرب فى يوم شدتك )00000 وما أكثر الأمثلة أيضا فى التاريخ وفى حياة الأفراد 0 من الصعب أن نحصيها ، ولكننا نذكر من بينها : القديس اثناسيوس الرسولى ، وهو هارب ومختف لاجل الإيمان ،أو وهو قائم أمام مجمع عقدة الاريوسيون فى صور ، لمجاكمته، موجهين إليه تهما مزورة ، ومقدمين شهودا كذبة 0000 أو القديس الكسندروي بطريرك القسطنطينية ، وقد أمره الإمبراطور بقبول أريوس فى شركة الكنيسة ، فقضى الليلة هو وبعض القديسين فى الصلاة 0000 ومات أريوس فى تلك الليلة ، إذ انسكبت أحشاؤه فى مرحاض عمومى ، واستجاب الرب فى يوم الشدة 0 يستجيب لك الرب
الأمثلة فى هذا المجال ، تحتاج إلى كتاب خاص ، يجمع فيه أحد الأحباء قصص الاستجابة فى تاريخ الكنيسة ، أو فى قصص القديسين ، أو فى حياة أفراد من الشعب ، ويكون للتعزية ولتثبيت الإيمان
الرب هو الذى يستجيب لك ،و ليس الذراع البشرى 0 وقد أدرك داود النبى هذه الحقيقة فقال ( الاتكال على الرب ، خير من الاتكال على البشر 0 الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء ) (مز 117) وركز على الرب ، فقال (الرب لى معين ، وأنا أرى بأعدائى 0يمين الرب صنعت قوة ،يمين الرب رفعتنى) (مز 117) إن الرب هو الذى يستجيب ويعين وينقذ ، لذلك قال الكتاب : ( ملعون الرجل الذى يتكل على الإنسان ، ويجعل البشر ذراعه ) ( أر17 : 5 ) إن وقفت وحيدا فى كل شدائداك ، وان تركك الأصدقاء والأحباء ، فلا تتضايق ، ( يستجيب لك الرب فى يوم شدتك ) 0 إن البابا إبراهيم ، لما( تأخر)عليه الرب فى الاستجابة ، ولجا إلى طرق بشرية مثل هاجر (تك 16 )ومثل قطوره ( تك 25 ) لم يستفيد من كل تلك الطرق شيئا 0ويوسف الصديق ، وهو فى السجن ، لما لجأ إلى معونة رئيس السقاة ، وطلب إليه أن يذكره أمام فرعون ( تك 40 : 14 ) يقول الكتاب انه نسيه ( تك 40 : 23 ) 0 إن الاستجابة هى من الرب ، ومن الرب وحده 0000 إنما فى استجابة الرب لك وقت الشدة ، تتذكر أمرين : أ-أطلب ما يتفق ومشيئة الله ، لكى يستجيب لك الرب 0 ب- تذكر أمثلة من استجابة الرب لأولاده ، لتثق وتتعزى 0
[url] [/url] | |
|