تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: يسوع يُحاكَم ويُجرَح الأربعاء أبريل 27, 2011 12:30 pm | |
| يسوع يُحاكَم ويُجرَح
القديس أغسطينوس
حوادث القبض على يسوع ومحاكماته لم تكن جزافاً ولا هي محض الصدفة إنما في كل تفاصيلها نتلمس حب الله لنا نحن البشر.
القبض علية. زحف الشيطان إلي الفردوس ليخدع آدم الأول بالحية ثم عاد ليكرر نفس العمل في البستان مع أدم الثاني لعله يخدعه بقبلة يهوذا. فطرد آدم الأول بغير إرادته موثوقاً بخطاياه وعصيانه أما آدم الثاني فخرج من البستان مقبوضاً عليه مستسلماً في يدي صالبيه بإرادته لأنه عندما قال لهم (أنا هو) رجعوا إلي الوراء وسقطوا على الأرض "يو9:18 " .
أسلم ذاته لهم دون ان يفتح فاه (أش7:53) مع أنه كان قادراً أن يبيدهم لكنه أراد أن يخرج كما خرج آدم الأول لكنه موثوق بحبة الأبدي وطاعته حتى يفك رباطات الأول ويفي دينه ودين بنية.
خرج ليدان عوض أبينا وبنية. فإن خطية آدم هي (التجديف) إذ أراد أن يكون "كالله " عارفاً الخير والشر لهذا أتهم يسوع بذات الاتهام إذ صرخ رئيس الكهنة ممزقاً ثيابه معلناً (قد جدف) فأجابوا وقالوا أنه مستوجب الموت "مت65:26، 66.
إنه مستوجب الموت ليس لأنه جدف إنما لكي يحمل خطية المحبوب!
أما الاتهام الثاني الذي وجه ضد المسيح فهو أنه فاعل شر "يو30:18".
وهي نفس الاتهام الموجه ضدنا جميعاً لأنه ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد ".
في حب أبدي لا نهائي يتقدم يسوع ليحمل خطاياي وخطاياك متهماً بالتجديف وفعل الشر... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وفي هذا يساق لذبح دون أن يفتح فاه!
+ (فأخذ يهوذا الجند وخداماً من عند رؤساء الكهنة والفريسين وجاء إلي هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح) ".
لقد بحثوا في ثورتهم الجنونية عن يسوع لكي يقتلوه وهو أيضاً قدم نفسه للموت إذ كان يبحث عنا!
+ لذلك فإنه أظهر سلطانه لأولئك الذين كانوا يريدون قتله دون أن يكون لهم إمكانية القبض علية فأعطاهم أن يمسكوه حتى ينفذ إرادته بواسطة الذين لا يعرفون إرادته.
+ ثم ان الجند وخدام الهيكل قبضوا على يسوع وأوثقوه "يو12:18"...
قبضوا على ذاك الذي به يمكنهم أن يتحرروا من ربطهم ولعله كان من بينهم من استهزأ به لكن منهم أيضاً من خلص بواسطته (إذ ندم البعض وتابوا مؤمنين به) هؤلاء يقولون (قد حللت ربطي) "مز16:16
بآثار جِراحاته يشفي
القديس أوغسطينوس
ومع أن جراحاته شفيت فإن آثارها بقيت إذ حكم هو بأن هذا نافع لتلاميذه أن يستبقي آثار جراحاته لكي يشفي جروح أرواحهم جراح عدم إيمانهم فقد ظهر أمام عيونهم وأظهر لهم جسده الحقيقي ومع هذا ظنوه روحاً..!
وماذا قال لهم الرب؟ ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟ (لو38:24).
إذ كانت هناك أفكار تخطر في قلوبكم فهي أفكار أرضية والأفضل للإنسان ألا ترتفع الأفكار إلي قلبه بل يرتفع قلبه للأعالي وبهذا ناشد الرسول المؤمنين أن يرفعوا قلوبهم قائلاً (فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله.
اهتموا بما فوق لا بأعلى الأرض لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله متى أظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في المجد) (كولوسى1:3-4) .
كانت جراحات التلاميذ الروحية تدمي فتقدمت آثار جراح الرب لشفائهم:
(ما بالكم مضطربين أنظروا يدي ورجلي).
أي حيث كنت مسمراً بالمسامير (جسوني وانظروا) فإنكم تنظرون ولا تبصرون!
أبصروا (إن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي)،
وكما هو مكتوب فإنه حين قال هذا أراهم يديه ورجليه (لوقا40:24) . الصليب وحياة النُّصرة
القديس أغسطينوس
+ لا يوجد مشهد أعظم وأعجب من منظر ربنا يسوع المسيح ابن الله...
لقد صار مشهداً...
فقد سبق أن أنبأنا النبي عن المشهد الذي سيكون عليه فقال:
(ثقبوا يدي ورجلي. أحصي كل عظامي) "مز17، 16:22 " ...
أنظروا كيف صار مشهداً بقوله (وهم يتفرسون وينظرون في) ...
ليت الذين يحبون المسارح يحبون الله مثلكم ليحبوا ذاك الذي لا ينهزم هذا الذي غلب العالم كله بالصليب الذي حسبه العالم أنه به قد صار يسوع مغلوباً.
لقد غلب العالم كله كما نري أيها الأحباء...
لقد قهر... لا بقوة عسكرية بل بجهالة الصليب..!
لقد رفع جسده على الصليب،
فخضعت له الأرواح..!
--------------------------------------------------------------------------------
مُحاكَمات السيد المسيح
القديس أغسطينوس
القدوس الحق الذي له مفتاح داود الذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح "رؤ7:3 " صار أسيراً يحبس في بيت حنان ليشاركنا نحن المأسورين ويطلقنا من سجوننا الداخلية ويحررنا من ظلمة الشيطان!
عاد حنانيا فأرسله إلي قيافا وكأنه بلا سلطان يرسلونه أينما شاءوا وهناك يلطمه عبد رئيس الكهنة أقل الموجودين بحسب نظرتهم الاجتماعية في ذلك الحين. يلطم الرب حتى يشارك الذين تحت المحاكمات ويلطمون ظلماً...
إنه لم يهلكه ولا انتقم منه لكن من أجل محبته له عاتبة في لطف قائلاً (أن كنت قد تكلمت ردياً فأشهد على الردى وإن حسناً فلماذا تضربني؟! ) "يو23:18".
+ لكن قد يقول قائل: لماذا لم ينفذ الرب ما أمرنا به عندما ضربة واحد إذ كان يلزمه ألا يجييه بل بالحرى يحول له خده الآخر؟..!
أنه لم يحول له خده الآخر بل بالحرى صنع أكثر من هذا. . ألم يجب بالحق وبوداعة وببر وفي نفس الوقت لم يكن مستعداً فقط لتقديم خده الآخر لكي يلطمه عليه بل يقدم جسده كله لكي يستمر على الخشبة من أجلة؟..!
لقد أظهر لنا أن وصاياه لا تنفذ بمجرد المظهر الخارجي الجسدي بل باستعداد القلب.
فإنه يمكن للإنسان الغضوب أن يقدم خده الآخر مظهرياً لكن ما هو أعظم أن يكون مستعداً من الداخل أن يجيب أجابه إجابة صادقة ويتقدم بعقل هادئ ليحتمل آلاماً أكثر من أجل ضاربة!!!
+ "الطريق " يتهم في الطريق !
+ "الحق " يتهم من شهود الزور!
+ ديان الأحياء والأموات يدان من قاض مائت!
+ المعلم بالسياط يضربونه !
+ "والكرمة " بالشوك يكللونه!
+ والذي يشفي الآخرين يجرحونه !
+ لقد صار إنساناً واحتمل هذه الأمور وما يشبهها مما لا يستحقها لكي يحررنا نحن غير المستحقين!
+ من أجلنا احتمل كل هذه الشرور هذا الذي لا يستحقها غامراً إيانا بالبركات نحن غير المستوجبين للبركة !
--------------------------------------------------------------------------------
بالموت أباد الرب الموت
القديس الأب أفراهات
ولما جاء السيد المسيح ذابح الموت والتحف بجسد من بنى آدم وصلب بالجسد وذاق الموت.
رأي الموت أن السيد قد خضع له وإذا رأي يسوع تزعزع مكانه واضطرب وأغلق بابه حتى لا يدخل لكن الرب حطم أبوابه ودخل وأفسد ممتلكاته.
وإذ رأي الأموات نوراً أبرق في الظلمة رفعوا رقابهم التي خضعت لعبودية الموت ونظروا وتطلعوا إلي سمو مملكة المسيا.
عندئذ جلست قوات الظلمة التي للموت باكيه إذ نزع عنه سلطانه.
ذاق الموت الدواء بالنسبة له فارتخت يداه وعلم أن الأموات سيقومون ويهربون من نفوذه.
وإذ حزن الموت لفساد سلطانه انتحب وصرخ بصوت عال في مرارة قائلاً: أخرجوا من مملكتي ولا تعودوا تدخلوا فيها من هو هذا الذي يعيش بعد في مملكتي. . وبينما كان الموت يصرخ مرتعباً (إذ رأي أن ظلمته قد بدأت تتبدد وأن بعض الأبرار الذين كانوا نائمين قد استيقظوا وصعدوا مع الرب)،
عندئذ علم أن الرب سيخرج المسجونين من سلطانه ويعاينوا النور،
عندئذ إذ أكمل يسوع خدمته بين الأموات طرده الموت ولم يسمح له بالبقاء هناك فقد أدرك الموت ليس بالأمر المفرح له أن يبتلع الرب لأنه ليس له سلطان على القدوس ولا أسلم القدوس للفساد.
المسيح يذوق أَمَرّ العذابات
القديس أغسطينوس + لقد تنازل الخالق ليصير إنساناً، صار إلي ما أوجده حتى لا تهلك الخليقة التي أوجدها!
+ ولم يكتف بأنه صار إنساناً بل وصار مرذولاً من الناس.. ومهاناً... ووضع للموت... موت الصليب!
+ لأنه عندما مدح الرسول طاعته عند الموت لم يقل فقط (قد أطاع حتى الموت) لأنه لم يمت أية ميتة كانت بل مات "موت الصليب " في8:2".
لم يكن بين كل صنوف الموت أبشع من موت الصليب. لأن المصلوب المعلق على شجرة، المسمر في الخشب، يموت موتاً بطيئاً.
فالصليب لا يعني مجرد الموت فحسب بل أن تبقي الضحية زمناً على الصليب لا ابتغاء حياتها بل لعذابها بالألم فترة أطول! لقد أراد أن يموت من أجلنا ولكن لا يكفي أن يقول هذا بل تفضل وتنازل ليصلب إذ أطاع حتى الموت موت الصليب.
ذاك الذي أوشك أن ينزع كل صنوف الموت اختار أبشع أنواعه. لقد ذبح الموت بأبشع موت!
لقد كان له أن يأخذ صليبه كعلامة خاصة به ينتصر به على الشيطان. كان يريد أن يضعه على جباه المؤمنين حتى أن الرسول يقول (وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح) الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم) "غلا14:6".
لقد احتمل حكم "البشر " الظالم ليتمم الحكم العادل إذ من قبيل رحمته احتمل الحكم.
باختصار، أتضع هكذا حتى جاء إلي الصليب. نعم لقد اخفي سلطانه وأعلن رحمته.
أين أخفي سلطانة؟ في عدم نزوله من على الصليب مع أن في سلطانه أيضاً أن يقوم من القبر!
+ أين أظهر رحمته؟ أنه وهو على الصليب معلقاً قال (يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون "لو34:23". سواء كان هذا (لأنه لا يدين أحداً) إذ لم يأتي ليدين العالم بل ليخلصه أو كما لو أنه يقول (إنني لست أدين أحداً بالجسد كما تدينون أنتم) معلماً إيانا أنه لا يديننا بالطريقة التي دانه بها البشر. لِنُصْلَب معه عملياً
القديس أثناسيوس الرسولي
يقول الرسول بولس وبه أيضاً ختنتم ختاناً غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا للبشرية بختان المسيح مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامة من الأموات "كو12، 11:2 " كان الختان هو علامة العهد بين الله وإبراهيم إذ كان الإلزام من جانب الإنسان أن يختن كل ذكر في اليوم الثامن "تك12:17 " وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها أنه قد نكث عهدي "تك14:17. إلي هذه الدرجة كانت أهمية الختان أنه نكث بعهد الرب والسر في ذلك إنه رمز للمعمودية التي فيها نصلب مع الرب ونقوم "كو12، 11:2 " فبدون المعمودية لن نعاين ملكوت السموات.. إذ فيها نصلب مع الرب ونقوم أيضاً معه مختونين ختاناً روحياً ختان القلب لا الجسد. ولكن ليس هذا هو كل الطريق بل بدايته يلزمنا متى دخلنا من الباب أن نكمل الطريق طريق الصليب والقيامة لكننا للأسف نجد كثيرين ولدوا بالمعمودية ولا يريدون النمو.. أنهم يرفضون بإرادتهم التجاوب مع عمل المصلوب المقام من الأموات إذ لا زالت لهم أفكارهم الخاصة ورغبات قلوبهم الأرضية يعيشون لذواتهم لا للرب ليعطنا الرب أن نتذوق الصلب مع الرب في حياتنا العملية في كل تصرف وكل حركة وكل فكر لكن ما أريد أن أكرره أن الختان كان في اليوم الثامن من الميلاد.. وهذا لم يكن اعتباطاً إنما يشير إلي قيامة الرب التي كانت في اليوم الأول من الأسبوع السابق كان الختان أو القطع أو الموت لابد وأن يرتبط بجانب القيامة أي ليس مجرد امتناع عن الشر وموت عن الخطية بل قيامة في الرب ليعطنا الرب أن نغسل الثوب الذي نلناه في المعمودية بدموع التوبة متحدين بالرب المصلوب في كل حياتنا فيكون لنا.
أولاً: صلب الفكر وقيامته.
ثانياً: صلب الجسد وقيامته.
ثالثاً: صلب الشهوات النفسية.
رابعاً: صلب الشهوات الروحية.
الأمور التي نرجو بمشيئة الرب أن نتكلم عنها أثناء الحديث عن عمل الروح القدس في حياتنا.. "الله مقدسي " لأننا بالروح القدس تصلب كل طاقتنا لا لتموت بل لتحيا بفكر جديد وطاقات أعظم بأهداف أسمي لأجل المسيح المصلوب! --------------------------------------------------------------------------------
لنحمل سِمات المصلوب
القديس أثناسيوس الرسولي
+ كتب بولس الطوباوى إلي أهل كورنثوس أنه حامل في جسده على الدوام إماتة يسوع "2كو10:4 " ليس كمن يحمل هذا الفخر وحده إنما يلزمهم هم ونحن أيضاً. إخوتي.. ليتنا نقتفي أثار بولس وليكن هذا هو فخرنا.. ليتنا نقتفي أثار بولس وليكن هذا هو فخرنا.. ليتنا نقتفي أثار بولس وليكن هذا هو فخرنا.. ليتنا نقتفي أثار بولس وليكن هذا هو فخرنا الدائم في كل وقت كل شيء "أن يكون لنا إماتة الرب يسوع " وفي هذا يشترك داود قائلاً في المزمور "لأننا من أجلك نمات اليوم كله قد حسبنا مثل غنم للذبح "مز22:24 " ليكن هذا فينا خاصة في أيام العيد حيث نذكر موت مخلصنا لآن من يصير مشابهاً له في موته يصير أيضاً مجاهداً في الأعمال الفاضلة مميتاً أعضاءه التي على الأرض "كو5:3 " صالباً الجسد مع الأهواء والشهوات حياً في الروح سالكاً حسب الروح "غلا25، 24:5 " مثل هذا الشخص يكون دائم التفكير في الله ولا ينسي الله قط ولا يفعل أعمال الموت والآن فانه لكي نحمل في جسدنا إماتة يسوع لذلك أضاف الرسول للحال مظهراً الطريق الذي نتبعه قائلاً " فإن لنا روح الإيمان عينة حسب المكتوب أمنت لذلك تكلمت نحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً "2كو14:4 " وقد أضاف أيضاً متحدثاً عن النعمة التي تنبع من المعرفة قائلاً عالمين أن الذي أقام يسوع سيقيمنا نحن أيضاً بيسوع ويحضرنا معكم " 1كو14:4
+ فبالإيمان والمعرفة احتضن القديسون هذه الحياة الحقيقية نائلين الفرح السماوي من غير شك ذلك الفرح الذي لا يهم به الأشرار إذ هم محرومون من التطويب النابع عنه.. لأنهم لا يرون جلال الرب (أش10:26) فإنهم وإن كانوا عند سماعهم الإعلان العام " استيقظ أيها النائم وقم من الأموات "أف14:5 " أنهم يقومون ويأتون إلي السماء قارعين الباب قائلين "افتح لنا " مت11:25 " إلا أن الرب سينتهرهم كمن لا يعرفهم قائلاً لهم " لا أعرفكم"...
+ نحن نقول أن الأشرار أموات ولكن ليس في حياة تعبدية مضادة للخطية ولا هم مثل القديسين إذ يحملون الموت في أجسادهم إنما يقبرون النفس في الخطايا والجهالات فتقترب من الموت إذ يشبعونها بالملذات المميتة
+ أما القديسين الذين يمارسون الفضيلة ممارسة حقيقية إذ أماتوا أعضائهم على الأرض الزنا النجاسة الهوى الشهوة الرديئة "كو5:3 " وتكون نتيجة هذه النقاوة وعدم الدنس فيتحقق فيهم وعد مخلصنا (طوبى للانقياء القلب لأنهم يعاينون الله) "مت8:5".
+ هؤلاء قد صاروا أمواتاً للعالم واذروا بمقتنياته مقتنيين موتاً مشرفاً لأنه "عزيز في عيني الرب موت اتقيائه "مز15:116".
+ هؤلاء أيضاً قادرون على الإقتداء بالرسول قائلين " مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحي في "غل20:2 "
+ فإن هذه هي الحياة الحقيقية التي يحياها الإنسان في المسيح فإنهم وإن كانوا أمواتاً عن العالم غير إنهم كما لو قاطنون في السماء منشغلين بالسماويات كمن هم يتوقون إلي السكني هناك قائلين: إننا وإن كنا نسلك على الأرض "فإن سيرتنا نحن هي في السموات "فى2:3.
+ هؤلاء الذين يحيون هكذا مشتركين في فضيلة كهذه... وحدهم قادرون على تمجيد الله... وهذا هو ما يعنيه العيد (القيامة) لآن العيد لا يعني التمتع بأكل اللحوم والملابس الفاخرة، ولا هو أيام للترف إنما تكمن بهجته في معرفة الله وتقديم الشكر والحمد له.
+ وهذا الشكر والحمد يقدمه القديسون الذين يعيشون في المسيح إذ مكتوب "ليس الأموات يسبحون الرب ولا من ينحدر إلي أرض السكوت أما نحن فنبارك الرب من الآن وإلي الدهر "مز18، 17:115 "
+ فتسبيح الله وتمجيده يخص القديسون الذين يحيون في المسيح وحدهم وبهذا يصعدون إلي العيد لآن الفصح ليس للأمم ولا لليهود حسب الجسد بل للذين يعرفون الحق.. كما يعلن ذاك الذي أرسل للإعلان عن مثل هذا العيد قائلاً "لآن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا "
+ فالإنسان البار وإن كان يظهر أنه ميت عن العالم لكنه يتجاسر قائلاً " أنا لا أموت بل أحيا وأحدث بأعمالك العجيبة "مز17:118".
+ فإنه حتى الله لا يخجل من أن يدعي إلهاً لمثل هؤلاء الذين بالحق يميتون أعضاءهم التي على الأرض "كو5:3 " لكنهم يحيون في المسيح إذ هو إله أحياء لا إله أموات وهو بكلمته المحيية ينعش كل البشر ويعطيهم نفسه طعاماً ليحيا القديسون كما أعلن الرب " أنا هو خبز الحياة "يو48:6..
+ كذلك الخطية لها خبزها الخاص بها الذي لموتها فهي تدعو محبي اللذة وناقصي الفهم للأكل منه قائلة "المياه المسروقة حلوة وخبز الخفية لذيذ "أم17:9"..
+ إخوتي... ما دامت الأمور هكذا فليتنا نميت أعضائنا التي على الأرض "كو5:3 " ونتقوت بالخبز الحي بالإيمان بالله وحب الله عالمين أنه بدون الإيمان لا يمكن أن تكون لنا شركة في خبز كهذا لأنه عندما دعي ربنا الكل إليه وقال "إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب "يو37:7 "
+ فالإنسان البار يتغذى في الإيمان والمعرفة وملاحظة الوصايا الإلهية لذلك تكون نفسه دائماً في صحة..
الصليب والحب الإلهي الله مُخَلِّصي
القديس أغسطينوس
+ ذابح الحمد يمجدني والمقوم طريقه أريه خلاص الله "مز33:50".
ما هو (خلاص الله) ؟ أنه يسوع المسيح..!
لأنه بالنعمة أتانا السيد المسيح الذي أحبني واسلم نفسه لأجلي غلا20:2".
أعلموا أيها الخطاة أنكم ما كنتم تحتاجون إلي طبيب لو أنكم أصحاء "مت12:9 " لأن المسيح مات من أجل الفجار "رو6:5".
عندما يعرفون فجورهم ويقولون ما قاله العشار (اللهم أرحمني أنا الخاطئ "لو13:18 " يكشفون جراحاتهم ويستدعون الطبيب عندئذ لا يمدحون أنفسهم بل يلومونها حتى أن من يفتخر بالرب "1كو31:1.
إنهم يعرفون هدف مجيء المسيح فقد جاء بهذا القصد أن يخلص الخطاة إذ يقول الرسول (أن المسيح يسوع جاء إلي العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا "1تي15:1. [url] [/url] | |
|