نمر كلنا في لحظات نتمنى فيها لو تعود بنا الساعة الى الوراء لتفادي خطايا ارتكبناها . او اصلاح ما سبق وخربناه في لحظات غضب فالنبي داود الذي ارتكب خطايا شنيعة يرتكبها كل انسان . ادرك شناعة عمله واراد باخلاص ان يتوب الى الله وان يبدأ من جديد . وقد تميزت هذه التوبة ب :
1-انكسار قلبي كامل : قال داود للرب : " القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره " ( مز 17:51 ) . لا شيء اثمن في نظر الله من القلب المنكسر لأنه يشير الى ندامة وتوبة اصيلتين . لقد تذلل داود الملك امام الله والرب لم يحتقر توبته كما لا يحتقر ابدا اي قلب ينكسر امامه .
2-ادراك اهانة الله : ادرك داود ان خطيته لم تكن امرا خاصا به , بل كانت ضد الله . يقول للرب " اليك وحدك اخطأت (مز4:51 ) . على الرغم من ان داود قد ارتكب خطيته بالسر وليلا , الا انها كانت خطية فظيعة لم يقدر لن يخفيها عن عيني الله العالم بكل شيء .
3-اعتراف علني بالخطية : اعترف داود بصدق الى الرب " والشر قدام عينك صنعت " (مز 4:51 ) . نرى في هذا الاعتراف احد اهم مستلزمات التوبة الحقيقية . الا وهي الاعتراف العلني بالخطية الى الرب وعدم اخفاء الامر عنه . لقد كانت الخطايا تعذب ضمير داود وروحه , فما كان منه الا ان اعترف بها كاملة .
4-ثقة في بر الله : لقد كان داود مؤمنا بصدق كلمة الله ووعوده لبني البشر فعبر له عن ثقته بالقول " لكي تتبر في اقوالك " ( مز 4:51 ) . لقد امن داود بانه ان اعاد الى الرب فسوف ينال الغفران والتبرير من جديد من اله ان وعد وفى وان عاد اليه الخاطىء برره .لأنه بار ويبرر التائب العائد اليه بايمان .
5-استعادة بهجة الخلاص : لقد تمرمرت حياة داود بسبب الخطية فصار بأمس الحاجة الى التعزية التي كانت له عندما كان يعيش منتصرا روحيا واخلاقيا . فصرخ الى الرب عند توبته واعترافه بخطاياه " رد لي بهجة خلاصك , وبروح منتدبة اعضدني " (مز 12: 51 ) . وبالفعل لقد حيت روحه من جديد عند مصالحته مع الله .
الخاتمة : الاخوة الاحباء عندما نجد نفوسنا في هذه المرحلة لا تتردد من التوبة كتوبة داود التي تميزت بقلب منكسر يدرك بشاعة الخطية ويعترف بها ويتقين ان الله يبرر التائب الذي يعتمد عليه لينال منه الغفران الكامل والسعادة الملازمة له
الصديق : كريم .